علاج ضيق الشريان الأورطي عند الأطفال

الشريان الاورطي هو أكبر شريان في جسم الإنسان. وهو يوزع الدم الذي يحمل الأوكسيجين إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق الدورة الدموية الكبرى التي تبدأ من البطين الأيسر وتنتهي في الأذين الأيمن. هو الشريان الرئيسي في الجسم والذي يغذي جميع أنحاء الجسم بالدم المحمل بالأوكسيجين.

يعد ضيق الشريان الأورطي نادرً الحدوث عند الأطفال، ولكن إذا حدث فقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة ويتطلب العلاج الفوري.

أسباب ضيق الشريان الأورطي عند الأطفال

ضيق الشريان الأورطي أحد العيوب الخلقية التي يولد بها بعض الأطفال، إذ يكون الشريان أضيق من الطبيعي، ما يجعل ضغط الدم في الأطراف القريبة من القلب شديدًا كالذراعين، عكس الأطراف البعيدة التي يكون فيها ضغط الدم ضعيفًا كالرجلين، وقد تتسبب هذه المشكلة في حالة عدم علاجها سريعًا في إصابة الطفل حديث الولادة بمضاعفات خطيرة.

السبب الحقيقي وراء ضيق الشريان الأورطي ، وغيرها من العيوب الخلقية ما زال مجهولًا، لكن هناك بعض الأمور التي يُعتقد أنها قد تكون من عوامل الخطورة للإصابة بمثل هذه العيوب الخلقية:

التركيب الوراثي للجنين: العوامل الوراثية الجينات, قد تسهم في عدم اكتمال نمو الشريان الأورطي أو ضيقه خلال الحمل.
أخذ أدوية خلال الحمل: تشير الدراسات الطبية إلى أن هناك أدوية غير آمنة في الحمل، وقد ترتبط بشكل أو آخر بظهور بعض العيوب الخلقية على الأجنة. لذا يجب أن تحرص السيدات خلال فترة الحمل فلا تتناولن أي دواء إلا بعد التأكد من مدي أمانه علي صحة الحامل و الجنين و ذلك باستشارة الطبيب المتابع لحالتها.
تناول بعض المواد خلال الحمل: من أبرزها السجائر والكحوليات والمخدرات، إذ إنها ترتبط بالعيوب الخلقية عند الأجنة.
تشوهات خلقية في الشريان الأورطي، وهي السبب الأكثر شيوعًا لحدوث هذه الحالة عند الأطفال.
الأمراض الالتهابية، مثل التهاب الشرايين العملاقة.
الإصابة بالتهاب القلب الرئوي.
اضطرابات نادرة في الجهاز المناعي.

كيف تعرف إذا كان طفلك يعاني من ضيق الشريان الأورطي ؟

يكون لدى الرضع الذين يعانون من ضيق الشريان الأورطي البسيط أعراضٌ قليلة عادةً أو لا توجد أيَّة أعراض.

قد يعاني الرضعُ و الأطفال الذين يعانون ضيق الشريان الأورطي من:

ضيق التنفس أو صعوبة التنفس أو التنفس السريع بعض الأحيان.
الدوار أو الدوخة المصحوبين بالإعياء والتعب الشديد.
عدم القدرة على التحمل الجسدي و المعاناة من ألم الصدر عند القيام بالمجهود العضلي.
تسارّع معدَّل ضربات القلب.
صعوبة التغذية.
التعرق الشديد.
الخدر أو الضعف في الأطراف.
تلون الجلد باللون الرمادي.
انخفاض عدد الحفاضات الرطبة والتَّهيُّج أو الخمول.
خلال الفحص الروتيني للقلب يلاحظ الطبيب وجود لغط في ضربات القلب.
الأغماء أو فقدان الوعي مما يؤكد ضرورة القيام بعملية جراحية بهدف توسيع الصمام الأورطي.
وجود عجز في الصمام الأورطي.
التهاب القلب البكتيري.
الصُّدَاع أو نزفٍ الدم من الأنف بسبب ارتفاع ضغط الدم في الجزء العلوي من الجسم عند الأطفال الأكبر سنا.
آلام في الساقين في أثناء التمرين، بسبب عدم كفاية إمدادات الدم إلى الساقين عند الأطفال الأكبر سنا.

أذا لوحظ أي من هذه الأعراض لدي الطفل، فيجب الاتصال بالطبيب على الفور لتقييم حالته. فقد يكون ضيق الشريان الأورطي عند الأطفال حالة خطيرة وتحتاج إلى تشخيص وعلاج فوري.

أما في ضيق الشريان الأورطي الشديد في سن الرضاع، فيمكن أن يتدفق الدم إلى الجزء السفلي من الشريان الأورطي الصدي (في موضع ما بعد التضيّق) من خلال الاتصال المفتوح بين الشريان الأورطي والشريان الرئوي، أي القناة الشريانية. لا تحدث الأعراض إلَّا بعد انغلاق القناة عادةً، وذلك عندما يكون عمر المولود بضعة أيام عادةً. بعدَ الانغلاق، يختفي الدَّم الذي تقوم القناة بنقله، ممَّا يؤدِّي في بعض الأحيان إلى حدوث نقصٍ مفاجئ لمعظم إمدادات الدَّم تقريبًا إلى الجزء السفلي من الجسم, قد يؤدي ذلك إلى حدُوث فشل قلب و انخفاض ضغط دم كارثي ومُفاجئ.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح بإجراء فحوصات دورية للأطفال للكشف عن أي مشاكل صحية محتملة، بما في ذلك ضيق في الشريان الاورطي.

أفضل طرق علاج ضيق الشريان الأورطي لدى الأطفال

يُستخدم دواء البروستاغلاندين prostaglandin في بعض الأحيان.
الجراحة، أو أجراء قسطرة، أو وضع دعامة.

يتم تحديد علاج ضيق الشريان الاورطي حسب شدة الحالة و ما تسببه من أعراض.

يحتاج الرضّع الذين يعانون من أعراض شديدة بسبب ضيق الشريان الأورطي إلى العلاج الطارئ، بما في ذلك:

العلاج بالبروستاغلاندين، وهو دواء يمكن أن يعيد فتح القناة الشريانية.
أدوية أخرى لتعزيز ضخ القلب.
الجراحة العاجلة لتوسيع ضيق الشريان الأورطي.

يعتمد علاج ضيق الشريان الاورطي على سببه وشدته، وقد يشمل العلاج الجراحي لتصحيح التشوهات الخلقية أو استخدام الأدوية للتحكم في الأعراض وتخفيف الضغط على الشريان. من المهم مراجعة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من أعراض تشير إلى وجود مشكلة في الشريان الأورطي كضيق التنفس أو ضيق الصدر أو الدوار أو الإغماء.

تفاصيل العملية الجراحية لعلاج ضيق الشريان الاورطي عند الأطفال

يعد علاج ضيق الشريان الاورطي عند الأطفال مختلفًا تمامًا عن علاجه لدى البالغين.

تُعد الجراحة العلاج المفضل لعلاج ضيق الشريان الاورطي المتوسِّط أو علاج ضيق الشريان الاورطي الشديد عند الرضع والأطفال الصغار.

يعد العلاج الجراحي لضيق الشريان الأورطي عند الأطفال جراحة خطيرة ويتطلب فريقًا طبيًا متخصصًا في الأمراض القلبية والأوعية الدموية.

تختلف تفاصيل العملية الجراحية لعلاج ضيق الشريان الاورطي حسب حالة الطفل وشدة ضيق الشريان الأورطي لديه.

قد يجري حسب حالة ضيق الشريان الأورطي للطفل المريض قطع الجزء المتضيِّق من الشريان الأورطي ويُخاط الجزآن الطبيعيَّان معًا، أو يمكن استخدام رقعة لتوسيع الجزء المتضيّق من الشريان الأورطي. في بعض الأحيان، يَجرِي استخدامُ أنسجة من الأوعية الدموية التي تُغذِّي الذراع الأيسر (الشريان تحت الترقوة) لتشكيل هذه الرقعة.

وقد يجري حسب حالة ضيق الشريان الأورطي للطفل المريض أدخال قسطرة رفيعة من خلال شريان في الفخذ أو الذراع، وتوجيهها إلى مكان ضيق الشريان الأورطي. يتم تمرير بالون صغير عبر القسطرة ووضعه في مكان ضيق الشريان الأورطي، ثم يتم نفخ البالون لتوسيع الشريان الأورطي. يتم إزالة البالون بعد ذلك ويتم ترك الشريان الأورطي موسعًا ومفتوحًا لتدفق الدم المحمل بالأوكسيجين خلاله.

قد لا تُكتشف الحالة البسيطة جدًا من ضيق الشريان الأورطي للأطفال الذي لا يسبب أية أعراض في وقت مبكر من الحياة. قد تُكتشف حالة ضيق الشريان الأورطي البسيطة جدًا عندما يكبر الأطفال قليلًا ويضيق الشريان الأورطي بشكل أكبر. قد يلاحظ الطبيب ازدياد قوة النبضات وارتفاع ضغط الدم في الذراع بشكل أكبر من الساق. وفي مثل هذه الحالات، تكون الجراحة أو أجراء قسطرة خيارين لعلاج ضيق الشريان الاورطي.

تظهر عندَ بعض الأطفال الذين أجروا جراحة لعلاج ضيق في الشريان الاورطي ندبةٌ نسيجية في الشريان الأورطي في موقع الجراحة. ويؤدي هذا النسيج الندبي إلى ضيق الشريان الأورطي مرة أخري، ويحدُث هذا بشكلٍ شائع عند الرضع الذين يحتاجون إلى جراحة عاجلة لعلاج ضيق الشريان الاورطي في وقتٍ مبكر جدًا من الحياة. وعادةً ما يكون أجراء قسطرة و استخدام بالون مع وضع الدعامة أو من دونها معالجةً شديدة الفعاليَّة لضيق الشريان الأورطي عند ظهور الحالة مرة أخري بعد علاجها مسبقا.

يحتاج الطفل الذي أجري جراحة لعلاج ضيق في الشريان الاورطي إلى استعمال المضادَّات الحيوية قبل زيارة طبيب الأسنان، وقبل إجراء بعض العمليات الجراحية (مثل جراحة الجهاز التنفسي) في أثناء الأشهر الستة الأولى بعد أن يجري جراحة لعلاج ضيق في الشريان الاورطي. وتستخدم هذه المضادَّات الحيوية لمنع حدُوث حالات عدوى قلبيَّة خطيرة والتي تُدعى التِهاب الشَّغاف.

الطفل الذي أجري جراحة لعلاج ضيق في الشريان الاورطي يحتاج فترة دقيقة من المراقبة والرعاية اللاحقة بعد الجراحة، وذلك للتأكد من عدم وجود مضاعفات وضمان تعافيه بشكل كامل.

كيفية تجنب ضيق الشريان الأورطي عند الأطفال

لا توجد طريقة معروفة لوقاية الأطفال من ضيق الشريان الأورطي. لكن قد يساعد الكشف المبكر في الوقاية من مضاعفاته.

ينبغي التحدث إلى الطبيب إذا كان أحد الوالدين أو الطفل مصابًا بحالة مرضية تزيد من خطر الإصابة بضيق الشريان الأورطي، مثل متلازمة تيرنر أو الصمام الأورطي ثنائي الشرفات أو غير ذلك من عيوب القلب.

لا يمكن تجنب ضيق الشريان الأورطي بشكل تام، ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحد من خطر حدوثه، وتشمل:

الكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية الوراثية، حيث يمكن أن تتسبب هذه الأمراض في ضيق الشريان الأورطي.
الحفاظ على وزن الطفل الصحي، حيث تزيد السمنة من خطر حدوث ضيق الشريان الأورطي.
مراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء فحوصات طبية والكشف عن أي تغييرات في صحة القلب والأوعية الدموية.
الحفاظ على صحة الحمل والولادة، حيث إن بعض الحالات الخلقية يمكن أن تتسبب في ضيق الشريان الأورطي، ويمكن تجنب بعض هذه الحالات عن طريق الحفاظ على صحة الحمل والولادة.

نمط الحياة لطفل بعد عملية ضيق الشريان الأورطي

يتم نقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة للمراقبة بعد العملية مباشرة، ويتم مراقبته بشكل دقيق للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات.

بعد أجراء عملية علاج ضيق في الشريان الاورطي للطفل و خروجه بسلام من المستشفي يجب إجراء فحوصات طبية مدى الحياة لقياس ضغط الدم ومراقبة المضاعفات والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات.

يختلف نمط الحياة للطفل بعد إجراء عملية لعلاج ضيق في الشريان الاورطي و خروجه من المستشفي حسب حالته الصحية وعمره والإجراء الجراحي الذي تم إجراؤه. عادةً ما يكون الطفل بحاجة إلى فترة نقاهة قصيرة بعد العملية، وفيما بعد يجب عليه اتباع نمط حياة صحي ومتوازن.

عادةً ما ينصح الأطباء بممارسة الرياضة بانتظام وتناول الغذاء الصحي والمتوازن وتجنب التدخين و البعد عن المدخنين (التدخين السلبي) والتعرض للتلوث. كما يجب على الطفل مراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء فحوصات طبية.

يتم تحديد نمط الحياة الذي يجب علي الطفل اتباعه بعد أجرائه عملية لعلاج ضيق في الشريان الاورطي بناءً على حالته الصحية والتوصيات الطبية الخاصة بها. يجب على الأهل الالتزام بتلك التوصيات والعناية بصحة الطفل والتأكد من استمراره في متابعة العلاج والرعاية الصحية المناسبة.